كثير من الناس لا يعرفون (الدوم)...هو شجر ينبت في الأغوار، في بداية تكونه يكون نباتا اخضر اللون يشبه إلى حد ما الزيتون، ولكن مع مرور الزمن يصير صلبا تماما كما الصخر..حين يأتي الصيف على الأغوار.
يتم قطفه، وينقل إلى مجموعة من الرجال يسمونهم (طحانين الدوم).. فهو يحتاج إلى الصخر الصلب ويحتاج إلى اليد القوية.. وأكثر ما يحتاجه هو الصبر في طحنه ومع ضربات (الصخر) يتحول الدوم إلى مزيج يشبه الطحين بني اللون.. يخلط مع قليل من السكر ثم يأكل ويقال إن فيه علاجا للمعدة.
الغريب أن نبات (الدوم) .. لا يوجد ماكنة في العالم تقوى على طحنه، ولم يهتد العقل البشري إلى طريقة (ميكانيكية) أو غير ذلك في تجهيزه. ربما لأنه شجر نادر أولا وثانيا لان ثمره يعتبر أقسى ثمر في العالم.
والاهم من كل ذلك أن الشوك غالبا ما ينبت بجانب الثمر لهذا فقطفه صعب ومتعب ولكن ما يهمني هو أن (طحان الدوم) يملك جلدا وصبرا غريبا فهو لا يصنع مزيجا يشبه (الطحين) من اجل الأكل بقدر ما تتكون لديه حالة من التحدي مع الثمر ومعظم المبتدئين في الطحن يتركون الصخرة ويهربون أما المحترف فهو الذي يمضي ساعات طوالا في الضرب.. ويحدث التحدي بينه وبين (الدوم) في اللحظة الأخيرة ينهار ثمر (الدوم) ويتفتت إمام صلابة وقوة وجبروت (الطحان).
الغريب أن هناك نسبة كبيرة من الناس لا تعرف الدوم ولكن من تعتقوا في العسكرية والوطن والأغوار.. يعرفون (الدوم) ويعرفون (لهمه)..
هذه المقدمة الصلبة في إعطاء الدرس الهام مأخوذة نصّا من مقدمة مقال الصحفي الأردني عبد الهادي المجالي
وصاحب رسالة اسمها الإبتسامة هي مني أنا والسؤال الهام هل تستطيع الإبتسامة أن تلعب نفس دور طحانين الدوم ؟؟؟
كنت أعتقد سابقا أينما وجد الفم وجدت الإبتسامة متممان لبعضهما لكن مع تعذر وصعوبة التعبير عن الإبتسامة بشكل دائم وفق هدف نبيل أجد نفسي أتثاقل من الإبتسامة لضيق ما فاستعنت بطحاني الدوم لترييح النفس والمتابعة والتي تعيننا على النظرة الإيجابية لمن حولنا مهما تعددت المظالم.
أريد أن أشير أن لثمرة الدوم استعمالات طبية في علاج مرض البروستات والصلع وعلاج ضغط الدم وتساقط الشعر ونمو الثدي.